هو الحارث بن حلزة اليشكري البكري يتصل نسبه إلى يشكر رهط من بكر بن وائل ، ولم يؤثر عنه غير قطع يسيرة، ومعلقته الآتية التي كان من أمرها أن عمرو من هند أحد ملوك الحيرة أصلح بين بكر وتغلب ، بعد حرب البسوس ، وأخذ من كل الفريقين ، رهائن من ابنائهم ليكف بعضهم عن بعض ، وليقيد منها ، للمعتدي عليه ، من المعتدي ، فحدث أن سرح الملك ركبا من تغلب ، في بعض حاجته فزعمت تغلب أن الركب نزلوا على ماء لبكر فأجلوهم عنه ، وحملوهم على المفازة فماتوا عطشا ، وتزعم بكر أنه سقوهم وأشردوهم الطريق فتاهوا وهلكوا ، وذهب الفريقان يتدافعان عند عمرو بن هند ، وكانت ضلعة مع تغلب فهاج ذلك الحارث بن حلزه ، وكان في المجلس مستورا عن الملك بستارة لما فيه من البرص فارتجل قصيدته هذه "ارتجالا" يفتخر فيها بقومه وافعالهم وحسن بلائهم عند الملك ، وعظم ايامهم معه ، فما اتم قصيدته حتى انقلب الملك إلى جانب البكريين وقرب الحارث من مجلسه ، وعمر الحارث طويلا حتى قيل انه انشد هذه القصيدة وعمره خمسة وثلاثون ومائة سنة ، ومات قبل الهجرة بنحو خمسين سنة